6 خطوات تجعل الفرد أكثر يقـظةً في الحياة:
1- التأمل :
يعيش الإنسان في دائرة مستمرة من المشاغل والارتباطات اليومية ؛ سواءً في العمل أو في المؤسسات التعليمية ، فتظهر بذلك الحاجة إلى استغلال لحظات الفراغ القليلة التي تتخلّل الأعمال الروتينية ، ومحاولة انتقال الفرد بذاته إلى عالمها الخاص والحصول على القدر اللازم من الاسترخاء ؛ وذلك بتهدئة العقل ، وإبطاء عملية التنفس ، وتفريغ الفكر ، ومن الأفضل أن يحدّد الفرد لنفسه زمناً ثابتاً من 5-10 دقائق يومياً للتأمل ، والابتعاد قدر الإمكان عن المُشتِّتات المختلفة كالأجهزة التكنولوجية ، والتفكير بالمشاكل والمهامّ التي من الواجب إنجازها ، وإفراغ العقل من كلّ ما يشغله ، والتركيز على عملية الاسترخاء ، وتظهر أهميّة التأمل من خلال أثرها على عمليّة تهيئة الحالة النفسية لخوض غمار الحياة بمستوىً أعلى من النشاط والحيوية ، كما أنّها تساعد على وضوح الفكر وزيادة القدرة على العمل والحفاظ على الهدوء الذاتيّ والداخليّ ، والسيطرة على مشاعر القلق والتوتر وضبطها ؛ فالتأمّل يفتح للفرد آفاقاً جديدةً على ذاته ؛ تسمح له بأن يصبح أكثر وعياً بها ، وبمشاعره ، وبأفكاره.
2- العادات الصحيّة السليمة :
إنّ حاجة الفرد في عيش حياته بالقدر الأكبر من الوعي والتيقظ تمتدّ إلى الوعي الجيد بنظامه الغذائي ، وعاداته الصحيّة ، ومدى سلامة تغذيته ؛ فالاستمرار بالنظام الغذائي والعادات الغذائية غير السويّة تجعل حياة الفرد مليئةً بالفوضى والمرض ، فيُسيطر التعب والإرهاق والكسل عليه ، أمّا الالتزام بأسلوب التغذية الصحية يجعل الفرد يعيش حياته بمستوىً أعلى من الحيوية والنشاط والاتّساق الذاتيّ ، ومن أهمّ الإرشادات في هذا المجال ما يأتي :
- مقاومة العادات الغذائية المُضرّة ، والتخلي عنها.
- الحصول على القسط الكافي من الراحة التي تضمن القدرة على الاستمرار في الحياة بيقظةٍ وحيويّة.
- النشاط البدنيّ المستمرّ بشكل يوميّ ومتواصل.
- التوازن في تناول جميع أنواع الأغذية ، دون المبالغة في تناول صنف معيّن دون الأصناف الأخرى ؛ فهذا التوازن مهمّ جدّاً في استقرار عمليّة النموّ.
- الابتعاد عن التدخين والمُدخّنين.
3- الحصول على القسط الكافي من النوم :
يحتاج الشخص البالغ إلى النوم لفترة زمنية تتراوح من 7-9 ساعاتٍ كلّ ليلة ؛ فالنوم هو الأسلوب العلاجي الذي يتبعه الجسم البشري تجاه نفسه ، لذا يجب الحفاظ على الاكتفاء الصحي من النوم ، ويكون ذلك باتّباع العديد من الإجراءات أو الإرشادات ، ومن أهمّها :
- قراءة الأذكار الواردة قبل النوم.
- الابتعاد عن الأضواء الساطعة قبل النوم ، مثل : الأجهزة الخلوية ، والهواتف الذكية ؛ نظراً لأنّها تقلّل إمكانية الجسم الطبيعية على النوم وتُضعفها.
- الاهتمام ببيئة النوم الخارجية لتصبح أكثر ملائمةً لانتقال الفرد إلى النوم بشكل مريح.
- العادات المفيدة قبل الخلود إلى النوم ، مثل : التأمل ، والاسترخاء ، والقراءة.
- التدرّب على الاعتياد على نظام زمنيّ يضعه الفرد لنفسه ؛ يُنظّم به ساعات نومه وساعات استيقاظه ، ومحاولة الالتزام بهذا النظام قدر الإمكان.
4-ممارسة الرياضة :
إنّ ممارسة الأنشطة الرياضيّة اليوميّة بشكل مستمر تجعل الفرد أكثر وعياً وإدراكاً لعالمه الخارجي ؛ وممارسة الفرد للتمارين الرياضية يومياً تساعده بشكل مباشر على التخفيف من حِدّة التوتر والقلق الذي تسببه الضغوط والظروف الحياتية ؛ بحيث تتلاشى الامتعاضات والانزعاجات اليومية الناتجة عن أنماط التفكير السلبيّة، التي يمارسها الفرد في حين تعرضه للمواقف الصعبة والتحديات ؛ بالإضافة إلى توليد وتموين الطاقة الإيجابية التي تنعكس على باقي أنشطة الفرد اليومية ، وبذلك فإنّ الممارسة المنتظمة للأنشطة والتمارين البدنيّة تجعل جسم الإنسان أكثر قوّةً وصحّةً وحيويّةً ، ممّا يؤدّي إلى ارتفاع مستوى كفاءة الفرد الأدائيّة لوظائفه المختلفة ، وزيادة طاقته الإنتاجية.
5-التفكير الإيجابي :
يُعدّ التفكير الإيجابيّ من المهارات الحياتية التي من الممكن اكتسابها بالتعلم والتدريب والتطوير ؛ فالفرد هو الذي يحدد الآليّة التي تنسجم بها أنماط التفكير مع الاستجابات والتصرفات السلوكية ، فإذا عاش الفرد في دائرةٍ من الأفكار السلبيّة ، فإنّ ذلك سينعكس على حياته وتفاعلاته مع بيئته بشكل مؤكّد ؛ فمن الممكن أن يدرّب الإنسان ذاته على التفكير بالأحداث والمؤثرات الجميلة والإيجابية ، والابتعاد عن التفكير بالنمط الكئيب والبائس ، إذاً فإنّ الشخص الذي يكون غير سعيد في حياته هو شخص زرع في ذاته الأفكار السلبيّة والحزينة ، وبناءً على هذه الأفكار ستكون مشاعره واستجاباته ، أمّا التفكير الإيجابي فمن الممكن التدرّب عليه للوصول إلى حياة أكثر وعياً واستقراراً ؛ عن طريق التركيز على النواحي والتجارب السعيدة والجيّدة، ومن المهمّ السعي الدائم لمقاومة الأفكار السلبية وعدم السماع لها بالسيطرة على أنماط تفكير الفرد ،
بالإضافة إلى محاولة اختيار المحيط الإيجابيّ المُحفّز ، وعدم المبالغة في وصف المشاكل واستشعار خطرها الدائم ، بل من الأفضل التقليل من شأنها بشكل متوازن.
6- الحفاظ على العلاقات الاجتماعيّة المُستقرّة :
إنّ العلاقات الاجتماعية السويّة والصحيّة تجلب للفرد السلام النفسيّ والإدراك الذاتي ؛ فالحفاظ على هذه العلاقات ، مثل : الصداقة ، والعلاقات العاطفية ، يجعل من الفرد أكثر استقراراً واتّساقاً ووعياً في حياته ، ويظهر ذلك من خلال الاحترام المتبادل في جميع أنواع ومستويات التعامل مع الأفراد ، وتعزيز الثقة بالآخرين ، وتقديم المساعدة والدّعم لمن يحتاجهما ، بالإضافة إلى إمكانية تبادل الاعتماد على الطرف الآخر في حين الحاجة إليه ، جميع ذلك يساهم بشكل إيجابيّ على حياة الأفراد تجاه بعضهم البعض.
تعليقات
إرسال تعليق