last posts

علاج التشتت الذهني والسرحان

 



علاج التشتت الذهني والسرحان


أن تبدأ بالتوكل على الله جل وعلا والاستعانة به ، وأن تسأله جل وعلا الهداية والسداد ، ولذلك علمنا صلوات الله وسلامه عليه أن نقول : (اللهم اهدني وسددني) ، (اللهم إني أسألك الهدى والسداد). (اللهم ألهمني رشدي وأعذني من شر نفسي). (اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي ، وأصلح لي آخرتي التي إليها معادي ، واجعل الحياة زيادة لي في كل خير ، واجعل الممات راحة لي من كل شر) ، وقد قال تعالى: ((وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ))[الطلاق:3] ؛ فعلِّق قلبك بربك وابدأ هذا المقام العظيم - مقام التوكل – وخذ به في جميع شؤونك ، فقد قال صلوات الله وسلامه عليه: (إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله) أخرجه الترمذي في سننه.

الخطوة الثانية :


ألا تنتبه إلى هذه الأفكار المقلقة ، فمثلاً إذا كان لديك بعض المشاكل مع أسرتك أو كان لك مشاكل في محيط دراستك أو في المحيط الاجتماعي ، فعليك ألا تكثر من التفكير في هذه المشاكل ، ولابد أن تدرك أن هذه هي طبيعة الحياة أن توجد فيها شيء من المشاكل ، فحاول أن تقطع الفكرة السلبية التي تؤثر عليك ، فمثلاً لا ينبغي لك أن تستحضر يوماً تلك الحادثة التي وقعت لك مع صديق من أصدقائك والتي مرت عليها الشهور الطوال وربما السنوات ، فلا ينبغي أن تستحضرها ، ولا ينبغي أن تستحضر تلك الإشارة التي وقعت من ذلك الإنسان فأثرت فيك وشغلت بالك.

ومن هذا أيضاً المشاكل التي قد تعرض لك مع والديك ، كأن يحصل بينك وبينهم شيء من الجذب في النقاش أو المحادثة، فحينئذ يؤثر ذلك عليك سلبا ً، لاسيما وأنت تعظم والديك وتحرص على طاعتهما ، فينبغي حينئذ أن تقطع حبل هذه الأفكار السلبية وأن تعالج الواقع الذي تعيشه ؛ فإن كان خطأ صدر منك بادرت إلى إصلاحه ، وخذ مثالاً على ذلك: لو أنك وقع منك تجاه والدك أو والدتك خطأ ما أو تجاه بعض أهلك كأختك مثلا ً، فحينئذ حاول أن تذهب إلى من أخطأت في حقه ، وأن تعتذر منه بنفس منشرحة ، قبِّل رأس والدتك وخذ بيدها وقبلها وقل لها: إنني معتذر عما بدر مني ، وارضي عني يا أمي ، وارض عني يا والدي ، وسامحيني يا أختي .

فأما إن لم تكن مخطئاً فحق الوالدين عظيم فإن الإنسان يتنازل لهما ولو كانا هما المخطئين في حقه ، وكذلك الشأن في أصدقائك ، فإذا عرفت من نفسك خطأ فبادر في إصلاحه ، فبهذا تريح نفسك من عناء التفكير وعناء علاج المشاكل ، فإنه لا يكاد أن ينتظم للإنسان التفكير المقلق مع التركيز والإمعان في الدراسة وفي الأمور التي تحتاج إلى إمعان النظر ، وهذا يقودك إلى الحرص على قطع الفكرة السلبية وعدم الاسترسال فيها.

الخطوة الثالثة :


أن تكون قريباً من ربك ؛ فإن المؤمن القريب من ربه صاحب قلب هادئ وصاحب نفس مطمئنة وصاحب نفس منشرحة، ولذلك قال تعالى: ((الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ))[الرعد:28].

وقال جل وعلا: ((الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ))[الأنعام:82].

وقال جل وعلا: ((مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ))[النحل:97].

فعليك إذن أن تكون قريباً من الله ؛ فإنك حينئذ تجمع لنفسك مصلحة الدنيا ومصلحة الآخرة ، وتعيش الحياة الطيبة التي قد ذكرها الله جل وعلا فيما قد سمعت من هذه الآيات الكريمة ، فاحرص على صلاة الجماعة في المسجد ، واحرص على صلاة الفجر ولا تفوتها ، فبذلك تكون قرير العين ، هادئ النفس ، تشعر كأنك مقبل على مصلحة نفسك.

الخطوة الرابعة :


إذا بدأت الدراسة فلتبدأها بطريقة حسنة ، فلتبدأ بالأمور السهلة ثم تنتقل بالأمور الأصعب ، وتحدد الوقت المناسب لذلك ، فمثلاً لا ينبغي أن تدرس في مكان يكثر فيه الأصوات ، ويكثر فيه الكلام ، ويكثر فيه المشغلات ، ولكن حاول أن تعقد وقتاً يصلح أن تكون بعيداً عن المشكلات التي قد تكدر صفو تفكيرك. مضافاً إلى ذلك أن تقيد المسائل بالكتابة كنوع من تعويد الذهن على التركيز ، فإذا قرأت المعلومة فحاول أن تقيدها بعبارة واضحة ، أو أن تجعل لك دفتر تشير فيه إلى أهم ما ورد في الدرس، بحيث تلخصه تلخيصاً كتابيّاً.. نعم قد يستغرق وقتاً طويلاً في البداية ولكن بالاعتياد عليه تصبح متقناً لهذه العادة ، بل وتحصل ما لا يحصله غيرك في وقت يسير مع استحضار للمعلومة. مضافاً على ذلك أن هذا الدفتر يعينك في وقت الاختبارات ، لأنك قد قيدت فيه أهم المواضيع التي تحتاج إلى تركيز ومراجعة ، وكذلك دفتر آخر تخصه للمشكلات التي قد تعرض لك في المسائل ، فهذا من أعظم الوسائل التي تعين على التركيز.

 الخطوة الخامسة :

العناية بترتيب أوقات النوم ، بحيث تأخذ قسطك الكافي من النوم ؛لأن هذا الذهن يكدر ويتعب كما أن البدن يكد ويتعب ، فعليك بأن ترتب أوقات نومك.

الخطوة السادسة:


الحرص على الترويح عن نفسك بالأمور المشروعة المباحة كالرياضة اللطيفة والتي من أحسنها رياضة المشي ، وكالنزهة البريئة وكالتسلية المباحة ، وكمجالسة والديك وأسرتك ؛ بحيث يكون لك قدر من إجمام النفس ؛ بل يدخل في هذا المعنى تناول الطيبات التي تشتهيها نفسك باعتدال وتوسط ، ولبس الملابس المبهجة التي تشرح صدرك ، واستعمال الطِّيب الذي يشرح النفس ويسعدها ، فعامل نفسك بلطف ورفق وارتقي بها شيئاً فشيئاً.

الخطوة السابعة :


تنظيم الوقت : وهي من آكد الخطوات ، وأخرناها حتى تكون أكثر عناية بها ، فرتب أوقاتك واجعل انطلاقك في ترتيب أوقاتك الصلوات ، فمثلاً بعد الفجر لك نظام معين ، وبعد الظهر لك نظام آخر ، وبعد العصر لك نظام غير ذلك ، وبعد صلاة العشاء لك نظام... وهكذا ، فمن أوقات الصلوات يكون تنظيم الأوقات ، وهكذا تصل إلى ترتيب الوقت فتعطي لربك حقه ، وتعطي لنفسك حقها ، ولدراستك حقها ، ولوالديك حقوقهما ، وتعطي للناس حقوقهم ، وتصل إلى أفضل المستويات في هذا.
تعليقات



Font Size
+
16
-
lines height
+
2
-